الأحد، 23 يناير 2022

والله زمان

 يمر الوقت حسبما يريد لاحسب توقعاتك ولا أمنياتك 

فلتمر  سريعا  بطيئا لايهم  المهم في الحقيقة كم الندوب  والخطوط الطولية والعرضية التي يتركها .

تمنيت دوما احداث قليلة بلا شغب ولاصخب  ، هدوء يعقبه لقاء بلاجدال ولانقاش  ،تحية صغيرة مع كوب شاي دافئ سرد الحدث الابرز  خلال اليوم ثم يمضي الوقت خفيفا 

يعد كل منا إلى فراشه يقلب هاتفه بغير اكتراث لأحوال الطقس وتقلبات السياسة وانفجارات الأوضاع

نظرة عابرة على أحداث جديدة تدلل على انحطاط الأخلاق وانعدام الإنسانيه 

ويمر خبر هبوط الدولار مرورا عابرا وخبر انهيار الليرة التركية بلا اي دلالة  حتى خبر عربة الخرشوف التي انقلبت على اطراف المحافظة لا يحرك مشاعري رغم عشقي المعلن له


أهتم الأن  بدور البرد او الكورونا المتحورة التي ماان اعلنوا عنها إلا  وقد صاحبتني اسبوعا كاملا سعال صداع تكسير في جميع انحاء الجسد زغللة رعشة حتى هدأت وشعرت بتحسن حتى باغتتني مرة اخرى 

فكرت مصارحتها بأني كبرت على هكذا تقلبات 

لكن أبت نفسي الهوان فانقلبت في فراشي أدعي الأعتزال والتحجج بمراجعة حفظي لكتاب الله

وكفى

الجمعة، 22 يناير 2016

ثرثرة ........................

إلى أصحاب المؤامرات الكبرى 
إلى من يقترفون إثم الغياب المتعمد
الذين يجترؤن على المسافات
يدبرون توسلات الطرق وأعمدة الإنارة 
يكتفون بتلصصات تدار من خلف الأبواب السميكة
ثرثراتهم توشي بنهايات قريبة
لكنها لاتحدث أبداً
فراشهم ملجأ للقلق والتقلبات والأحلام المزعجة
ألا يتراجعوا يوماً
أو تذبل أمنياتهم فى الخريف
ألا يستجديهم بكاء الأطفال بداخلنا
أو عواء ذئاب عقولنا
هم تجرأوا
فباتوا بقبح فج
يثرثرون بلا اكتفاء
الثورة قادمة لا محالة
فالأدمغة لمحت هذا البريق أولاً
لترسل ذبذباتها إلى القلوب
أشعر بها
♡♡♡♡♡

السبت، 12 أبريل 2014

بلا دهشة

حين تعالت اصواتهن 
بدا كل شئ مهادن
حوائط بلا نوافذ
أسقف القش بلا عوارض
رياح تنخر الأبواب الهالكة
وشجرة السنديان كما هي
تنتظر المغيب
فالشمس نامت وطرحت
باغتت الكون بصبح 
بلا دهشة
يوم جديد
هن كما هن


نهلة فراج

باب الجنة

مع اقتراب ساعة الذروة
تنطلق خيوط الفرح
صوب باب الجنة 
بين أصابعها دفء العودة
عين على زقاق بلا مدخل
وبرد الرحيل يعوي 
هاهو بكسرة يكسوها الخضار
متجها شرق باب ....

نهلة فراج

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

غدا يوم أخر ...................................................

غداً يوم أخر 
فى نهاية القصيدة مقطع مشوش 
جال فى خاطري انه مبتور من سياقه 
كحلم تداخل مع صوت روبابيكيا ياست 
حاجة قديمة مكركبالك البيت 
ضاعت الحروف 
وتلاشى المعنى 
غمرني بكلتا يديه ضاغطاً فوق وتر الحلم 
المدى لم يكن متوافرا حينها 
أكملت القصيدة رغم تشوهها 
صمت حتى يزول غبار الضجيج 
طال صمتي 
فنسيت الكلمات 
لا إرادة فى حلم ولا حلم أبادله 
تماما كما الممر المعتم 
نعبره والخطوات تتلاحق 
وعامل القهوة يديه تفوح برائحة الهيل 
لايعزيني انه يعرف خطواته يحفظ عثراته 
انما انا من فقدت القصيدة والحلم معا 
وبات الوداع حتمياً يواري سوءة أغترابنا 
ولم يعد المقطع المشوش يقلقني 
بل الممر المعتم 
بدون مصباح 
بدون صديق 
مات الرفيق
وبات المنادي روبابيكيا أسفل النافذة فجاً
يعلو صوته حاجة قديمة مكركبالك البيت
غداً يوم أخر 
وحلم يتبدد 
بلا مصباح ولا صديق ورفات رفيق 
غداً يوم أخر أكيد 

الأحد، 9 يونيو 2013

النفخ فى الزبادي



تعس من يفكر أن اليوم سيكون جديداً دون ان يحفر الجديد من دمه . 
عندما لا يكون من أمرنا شئ نعامل أنفسنا كفرد فى قطيع العواطلية فيس وفطار واشياء تُعاد إلى اماكنها دون أدنى إرادة 
نضع السرج فى رقابنا لندور مع الدائرة نحيط انفسنا بهالة من الصمت والملل كان العالم من حولنا هو المسئول عما وصلنا إليه من مسلوبات , ننفق من عمرنا المزيد ونحن نتذمر لانحاول  أن نحرك من امرنا شيئاً يسيرا لعل الأيام  تبادر هي .
قرأت اليوم مقدمة كتاب قناديل ملك الجليل لإبراهيم نصر .... أعجبنى كثيرا سرد الكاتب لبداية كتابة هذه الرواية
أحيانا تقابلنا صدف تكون هى المسئولة عن افعالنا بعد ذلك لانعيرها أى اهتمام كلمات أو مواقف أو حتى كتاب نقرأه أو شخصية تؤثر في اعماقنا دون ان ندري
تتملكني رغبة عارمة فى الحديث بصدق تام واخشى من هذه الرغبة كثيراً فالدنيا ليست للصادقين اريد أن أحكي عن صديقتي التي خانتني وجاءت إلى بيتي محملة بالرغبة فيما أملك ولم تغادر إلا وقد أخذت أغلى عطوري العطر الذي طالما شددت به ظهري وتزينت به عنقي
لا لن احكي بل سأعترف بأني وقفت مشدوهة أعوام وانا أنتظر ان تعيده لي ويستيقظ ضميرها . لما خُيل إليَ انها لم تكن كذلك منذ عرفتها وانا الساذجة لما افترضت انها تملك ضمير أساساً .. لعنت نفسي كثيرا جداً لأني أنا المسئولة الوحيدة وليس أحد غيري فأنا من أدخلتها إلى غُرفي المغلقة أنا من دسست وجهي فى عنقها وسردت لحظات لم يعد لها وجود منذ تعطرها به
عدت بعد تفكير طويل إلى ماحاولت أن أذكره
ان الأيام لن تتغير بدون حفر طويل عميق مؤلم
القدر والدعاء يتصارعان القدر نازل والدعاء يرتفع يتصارعان ايهما أقوى ..... الألحاح فى الدعاء  هكذا قالت صديقتي الجديدة التي أبعدتها عن بيتي اميال وتذكرت الا أتعطر وانا فى صحبتها
هههههههههههه
أنفخ فى الزبادي
أدعو كثيراً حتى يصرع الدعاء القدر فيتحقق ماتصبو إليه ... إيماني الذي يربت على ظهري دائما واتونس به دون احد من العالمين يطمئن لكون أن الله موجود لا يغادرنا أبداً  ( أليس الله بكاف عبده )
الاجتهاد فى التغيير هو جهاد يرتدي عباءة سوداء ثقيلة خشنة فى حر الصيف الموغل فى الرطوبة الخانق فى نفق ليس له إلا ضوء خفيف في أخره  نتحمله دوما واكيد بإرادتنا
نسعى أن يبادر الدعاء بلكمة قوية مباغتة لهذا القدر الذي نحن من صنعناه بأفعالنا ... بأفكارنا ... بسكوتنا ...
لايسعني وانا اكتب لنفسي إلا أن  ادعو الله أن ينتصر الدعاء ويحقق الله مانصبو إليه وأن نقوم من سباتنا لنغير واقع مؤلم ألَمَ بنا  ونحن من صنعناه لأنه بكل دهاء لمس الوجع فينا .....  الدين..... .
العقيدة ..... سحر الأيات التي لايفقه معناها إلا العالمين لم ندرك وقوعنا فى فخ فتنة الكرسي وحلاوة المنصب ومكر الحاشية 
وبس 

الخميس، 23 مايو 2013

صباح غير ..................................

هذا الصباح المفعم بالامنيات 
أركل افكاري نحو نافذة الحلم 
ادغدغ حاضراً يدعو إلى سماء زرقاء
يسبح فيها عصفوران اخضران 
لا يكذبان 
لا مكان لمواربة 
ينتمي هذا الصباح لثلاثينيات قرن مضى
دانتيل وقبعة صفراء 
رموش كثيفة تعلو نظرة تُغرق دواوين 
فنجان قهوة محوجة 
سيجار عتيق لصديق هَرِم فى إنتظار قطار لن ياتي
كرسي هزاز ينكفئ للأمام مغيراً مسار الحلم
قطة بيضاء تغفو لتفيق ثم تغفو لتفيق
النافذة هنا للخروج فقط
لايدخلها العبير
حتى رفرفة العصفوران صورة بدون صوت
هاتف يعلوه اتربة ألفينية
لاصديق ولا جيران
الاقارب يحتسون قهوتهم هناك ليس بعيدا
صوت سيارات الإسعاف يؤرق قطتى البيضاء
تتركني نحو فراشها البارد
وحليبها الأكثر برودة
البحر يوافقنى الرأي لالون له هذا الصباح
الغارقين فى الأمنيات لايغلقون شيش النوافذ
مازالوا متعلقين بما تصحبه نسمة منتظرة
تهدهد ستار من الشيفون المطرز
أبيض حالم فى ضوء شمس حيية
سكين الغربة ليس حاداً بما يكفي
يعاود الحياه فالنحر لم يكن أبدا حسب الشريعة .....
نهلة فراج 




الأحد، 19 مايو 2013

بعد الأربعين


للموت بهجة المحتفي ببيت جديد 
يطل على البحر تارة 
وعلى الممر المعتم تارة 
فى يدي قطعة من الكيك صنعته امي 
اصطحب دوما معي شئ من صنع امي 
انفاسها تغريني بالعودة
بينما صديقي على الجانب الاخر يبكي
ليس الفراق عادة مؤلم
فراق العدل وفراق الرصيف المقابل لمدرستي
شتان بين الملح والسكر فى فمي
أعود لطالما كان لمشاهد فيلم صراع فى الوادي
يخرجني من صمت الرومانسية
فساتين البطلة حلم راودني لم اتمكن ابدا من تحقيقه
والباب طرقته طويلا وعندما احمرت يدي مشيت
نحو الرصيف المقابل لمدرستي
هناك صديقي يبكي .... ينتظر ....
المقابر لها رائحة الزنبق .
سألني كيف للعظام أن تنخر ومازالت الدموع تبلل وجهي
أجبت الزنبق وملح الدموع ... الحياه بين بين
الحياه إلا قليلا ... مرض يجتاح البشر بعد الأربعين
يتبادر إلى ذهني رحيل أبي المتوقع
كيف تفاجأت بموته رغم تشبثه بمشاريع طويلة الأجل
لم يمت اعلم انه بجواري الأن
يستهزأ بما آل إليه حالي
انت حرة ... مادام بين اصابعك قلم رصاص مبري
تعالى ياأبي انكسر السن وفقدت البراية
وأمي ورائحة الزنبق تنادي عايزة أروح
الممر المعتم مازال معتم رغم أعمدة الإنارة
يصر المارون أن يلقوا حجارتهم على المصباح المحروق
لصوت الكسر نشوة
وبعض الحالمين يجلسون تحت العامود
يدخنون اعقاب السجائر التي خلفها الميسرون
عد ياأبي أنكسر السن وفقدت البراية

نهلة فراج

الخميس، 14 فبراير 2013

إلا قليلاً ( 4 ) .........................................


  إلا قليلاً ( 4 )


ساعة العصاري والذكريات متلازمتان تدوران مع ساعة الحياه , حين تقرر الشمس النزول الى البحر على مرمى البصر .
يحلو لزينب اختلاس النظرات عبر نافذة شيشها مشنكل محشور بها قلة قناوي مندية تنفخ دخان سيجارة لفتها للتو تخرج من قلبها تنهيدة تداعب الدخان مغيرا مساره .
وادي القمر ومركب متهالك , عشة سقفها خوص أو خشب ... بيت..... هكذا لابد أن يسمى فهو ماتأوي إليه كل مساء  , خالى من الفراغ كل جزء به كركبة لا مجال فيه لمد الأرجل أو التمطيع لا يوجد به مرآه أجمل مافيه مصاحبة النجوم فسقفه متصل بالسماء والشمس تأوي إليه من الشروق حتى الغروب .
المتسع الوحيد فى هذا المكان هو الحلم يغدق بأدق التفاصيل يأتي فارس ممشوق على حصان أبيض يحملها كريشة تلف ذراعيها حول خصره , فستانها الأبيض يشع فى ضوء الشمس تنظر إليها كل البنات يحسدنها على فارسها تبتسم ابتسامة بصوت عال معلنة نصرها .
تتنهد مرة بعد مرة حتى تنفذ سيجارتها وتمل هطول الذكريات تقرر النزول لخالة رتيبة يمكن فنجان قهوة يعدل مزاجها
_ انتي مش عجباني اليومين دول يازوبة دبلانة كدة ومش رايئة
تتنهد وهى تكتف ذراعيها حولها ضامة شفتيها بالتواء تجيده كلما ارادت الحديث بكلام يرفض الخروج على لسانها
_ الدنيا مش مريحة حد ياخالتي
_ طب مانتي بتقوليها أهو محدش مرتاح يبقى نعيشها بقى كدة كدة عايشيين نقرف نفسنا بالفكر ليه
_ اه ياخالتي كنت فاكرة ان ربنا بعد الشقا والمر اللى شوفته هرتاح والراجل اللى خادنى هيهنيني
_ يوووه يازينب ماانا قولتلك يابت اخدك ونروح عند أم الزفر تعرف شيخ سره باتع يفكلك او يعملك حجاب أو يشوف نايبتك منين ربنا يأذي المؤذي
أقولك يازينب تعالي ارقيكي الأول وان الرقوة مانفعتش لازماً وحتما أوديكي بنفسي للشيخ دة
قامت الست رتيبة وهى الخبيرة فى البخور بأنواعه
الفسوخ وعين العفريت والكسبرة الناشفة وحتة لبان دكر وذرة ملح
ولعت حتة الفحم على الوابور خدتها بالماشة وغمستها بالفخار المخصص للبخور اليومي
وحين ثار الدخان قامت الست رتيبة تتمتم بهذه الكلمات وهى تدور بالفخارة فوق رأس زينب
الأولة بسملّة والتانية بسملّة والتالتة بسملّة والرابعة بسملّة والخامسة بسملّة والسادسة بسملّة والسابعة رقوة محمد ابن عبد الله
محمد رقى ناقته من جماعته حطيلها العليق ماداقته ,  رقاها واسترقاها كلت عليقها وشربت مياها كانت كسير صبحت تسير بقدرة الله العظيم . يابير بلا قعر ياكف بلا شعر ياشجرة بلا ورق خد منها النبي وطلق
والعين عنك تفترق كما افترق الندى عن الورق والعين عنك تروح كما راح الندى من عالسطوح ياهادي كل هدية يادافع كل بلية تكفينا شر العيون الرضية
من عين عبد الموجود ومن عين دوسة وعين جوزها وعينى انا كمان ومن خوسيه وماريا ومن عين بهى واخواته البنات ومن الحاج مرسي واهل بيته ومن عين سنان اللى عينه فلقت الحجر ومن ام الزفر والزفر وكل حارتنا نسوان ورجالة
آية الكرسي سبعة قولي معايا يابت وعلي صوتك خليهم يطفشوا
تمسك الست رتيبة فى يديها ورقة بيضاء تقطع منها اجزاء لتظهر عروسا فتاتى بالإبرة وتخزق العروس الورق بكل اسم ذكرته ثم تضعها فوق الفحم المحترق حتى تتفحم معها
حالما يبرد الفحم تاخذ من جوانبه بطرف أصبعها لترسم خطوطا على جسد زينب
تنهمر عيون زينب وقد تاهت مرة اخرى فى ذكريات وأحلام كانت تظن انها نالتها حين دخل عبد الموجود إلى بيتهم طالبا يدها
تمشي خلفه بعد اسبوع واحد من طلبها تتراقص النسمات حولها وهى تغادر وادى القمر ليس فارسا ولا يملك فرسا ابيض لكنه سياخذها لليابسة ستعيش فى بيت له سقف ستصعد درجات لتفتح بابا له مفتاح هذه كانت اقصى احلامها
تنتهى الست رتيبة وهى توصيها اضحكي يابت دة الضحك نعمة من ربنا والنبي يازوبة بكرة تروق وتحلى
تخرج زينب من باب شقة الست رتيبة لتجد سنان افندي متانقا مغازلاً ياغصن بان ياتمر حنة لترمقه بنظرة حادة مؤشرة إلى حذائها رافعة حاجبا ولاوية حاجبا
واللهى العظيم إن مااتلميت واحترمت نفسك لأخليك تندم عاليوم اللى شوفتنى فيه
_ اموت انا
_ موتة تلمك قليل الحيا
تسارع الخطا نحو الاعلى تجمع بين يديها ضفيرة فكت من شريطها خصلات ذهبية
تدخل غرفتها تدير رأسها يمنة ويسرة حتى ينثر شعرها على ظهرها....... صوت صراخ متقطع
تجري نحو باب الشقة الصوت ياتي من اعلى
تنظر من درابزين السلم فتسالها الست رتيبة جرى ايه يازينب مين اللى بتصوت
تصعد وهى تتلهف خير اللهم اجعله خير ايه اللى بلانا ماكنا كويسين تصعد زينب مع الست رتيبة لتجد زوجتا الحج مرسي صاحب المنزل على الارض يجثوان على ركبتيهما يلطمان
ويصرخان تتدخل الست رتيبة خير ياختى مالكم فى أيه جرى ايه حد يرد علينا
توفى الحاج مرسي تاركا خلفه زوجتان واربعة عشر أبنا وابنة لم يدم الحداد ليلتان حتى تعالت الصرخات حول الميراث
تصنع زينب الغذاء وماريا العشاء لأهل الميت حتى تعالت صرخات الخلاف فأغلق الجميع بابه
وبدات الفرجة والحديث خلف الابواب
_مادايم إلا وجه الله شوفى العيال وعمايلهم السودة الواحد بيقول عيل يسنده فى كبره ويستر عليه لما يموت شوفى واسمعى عاملين أيه فى ابوهم زمانه بيتقلب فى قبره داهية تلمهم كلهم مرة واحدة
_ اه ياعبده شيخ الجامع كان عندهم انهاردة بيهدى النفوس

-        نفوس أيه يازينب دى عيال عايزة الحرق
-        دة ابويا لما مات قسمنا الورتة من غير ماحد يحس بينا
-        ياخويا هو ابوك كان حيلته حاجة تتقاتلوا عليها
-        اهو احسن من ابوكى
-        لاتعايرني ولا عايرك دة الهم طايلنى وطايلك

................................................................................ 
نهلة فراج .........


اللوحة للفنانة التشكيلية / أميرة احمد الركايبي 

الخميس، 24 يناير 2013

إلا قليلاً ( 3 )..........................................

اللوحة للفنانة أميرة الركايبي
إلا قليلاً (3 )

 


 

إغفاءة مع قليل من نغم كلثومي .....عندما يسود الصمت إلا من انسجامات خفيفة وأهات طويلة تسرد الذكرى مشاهد كلقطات فلاش فى غرفة مظلمة .....

إفاقة مع انتفاضة وسريعا يعود للجمع هرج السهر واندماج قصري ......

-     عرقسوس يازينب

-     حاضر ياسي عبده

تتعالى الآهات .....تعالى ....تعالى ...تعالى .....تعالى

حب العمر كله نخلصه حب  الليلادي

تمصمص الست رتيبة شفتيها وهى تتنهد – مش اما تخلص الكوباية اللى فإيدك الاول

يستدير عبد الموجود ناحية الأستاذ بهي ( جارهم المعين حديثا فى وزارة المعارف وقد ترك فى شقته اخواته الثلاث ورفض حضورهن بعد دعوة عبد الموجود له لحفلة الست)

متجاهلا الست رتيبة وماقالته

-        أشرب ياأستاذ انت منورنا الليلة واللهي

-        تشكر ياسي عبد الموجود ماانا بشرب اهو

تصدح الست ماتخليش اشواقنا لبكرة ماتخليش فرحتنا لبكرة كأن اول ليلة فى الحب الليلادي

تجلس الست ماريان وزجها الخواجة خوسيه قرب النافذة

( خوسيه وماريان يعيشان فى الطابق الارضي هى تعمل فى خياطة ملابس السهرة لهوانم لوران والابراهيمية وخوسية يصلح الساعات فى محل صغير بمحطة الرمل جاءوا للأسكندرية بعيد مذبحة الأرمن على يد الأتراك واستوطنوا حي اليهود واصبحت موطنهم الجديد )

تعشق الست ماريان أم كلثوم كثيرا تدندن بأغانيها وهى تقص وتطرز الملابس لذلك تاتي القطعة من تحت يديها إكتمالا لقصيدة وفرحا يلائم جسد الهوانم

يشير الخواجة خوسيه باصبعه ناحية الساعة المعلقة على الحائط – مأخرة تلاتة دقيقة ياعبده نزلها نزلها

-        مش وقته ياخواجة انت ملزم ماتشربش العرقسوس ...الإزازة اللى فإيدك دي حتجيب أجلك

تتمتم الست رتيبة بكلماتها الغير مفهومة وتتفل على يسارها

-الملافظ سعد ياعبده

-انتى مالك ومالى حطانى فى دماغك ليه اشربي اشربي

ينادى عبد الموجود زينب التى دخلت إلى المطبخ ولم تعد

هربا من التحدث الى الست رتيبة التى تعاجله بنظرات تهز كيانه وهو الذي يعلم جيدا انها صديقة لزوجته وتعلم اكثر مما ينبغي

-يازينب الحلو يازينب الجاندوفلي المرادي كان حرش حبتين مولع جوفي

ناولنى ياخواجة القلة اللى وراك دى

يلقى عبد الموجود بفم القلة فى جوفه الحار

تنتهى السهرة والخواجة لم يعد يتحكم فى مسكة الزجاجة التى أفرغها عن اخرها

والاستاذ بهي يستأذن عبد الموجود ويعتذر بخجل عن عدم حضور اخواته لنومهم المبكر.....

والست رتيبة تجمع الأكواب والصحون وتساعد زينب وزوجة عم ادريس دوسة تلتصق بجواره منتشية من نظرات الاستاذ بهي المختلسة كل لحظة

يغلق عبد الموجود باب الشقة خلف أخر الخارجين من عنده وهو يتنهد ويتثائب الست دى حاجة عظمة اوى احسن حاجة انه صابح الجمعة والواحد ينام ويريح لحد صلاة الجمعة

-        ألا يازينب ماتعرفيش الحاج مرسي ماجاش ليه

-        وانا اعرف منين مش انت قايله امبارح

-        اه قولتله واحنا طالعين امبارح من القهوة بس شكله ماكانش مبسوط

-        اه مغموم حبتين الواد ابنه كل اما يحط عينه على واحدة ويروح يخطبها يرفضوه

-        عالم مابتفهمش دة عنده فلوس متلتلة ايه يعنى عينه حولة حبتين هو يعيب الراجل إلا جيبه !!!.....................

 

يصحو فينا الألم عندما ننزع فتيل الأسى ..............

تنظر إليه زينب عندك حق ياخويا الراجل مايعيبوش إلا جيبه

تلقيها وهى تعطيه ظهرها لتسلم نفسها لنوم عميق بعد إرهاق وتعب حفلة الست

 

يستيقظ عبد الموجود على رائحة بخور الست رتيبة الذى تسرب  من النافذة المغلقة إلا قليلا

يلتقط المنشفة ليلقيها على كتفه وهو يتثائب

-        قومى يازينب الدنيا بأت ضحى

تتمطى وقد بدا عليها تعب الأمس

-        حاضر أولعلك البابور ياسي عبده

-        لأ المية مش ساقعة انا مش حستحمى انا حتوضا بس

-        طيب ححضر الفطار على ماتطلع

-        ابقى اطلعي لمرات الحاج مرسي اعرفي منها ماجوش امبارح ليه وقت الصلا يعنى

-        حاضر

ينتزع الاذان كسل عبد الموجود فيهرول نحو الحمام

 

داخل المسجد يعلو صوت الشيخ وهو يدعو الله لمصابي الأمس السيدة التي حُرقت ومعها طفلها بسبب وابور الجاز ويذكر امة المسلمين ان ماأصابهم من غلاء وحوادث إلا جراء ذنوبهم وسماعهم الأغاني طوال الليل والنوم عن صلاة الفجر

يخرج عبد الموجود من المسجد متذمرا من خطبة الشيخ وكأنه يتحدث عنه وعن ليلة الامس وحفل الست ...... منتظرا للحاج مرسي

يقابله سنان أفندى جارهم فى الطابق الثانى المجاور لشقة الست رتيبة

-        صباح الخير ياسي عبده اني زعلان منك

-        خير ياسنان افندى

-        بقى تعزم البيت كله على حفلة الست ولا كأني جاركم

-        اه لا مؤاخذة انت عارف البيت كله رجالة ومعاهم حريمهم يعنى مش كويسة يعنى

-        اه ياسي عبده بس انت عزمت الاستاذ بهى

-        ايون عزمته علشان معاه اخواته البنات

-        بس اللى عرفته انه جه لوحده

-        يعنى حنطردوه لما جه لوحده ولا نرجعه ونقوله ياتجيب اخواتك معاك يامتدخلش

-        خلاص ياسي عبده انا اخدت على خاطري واللهى دة احنا عشرة عمر برضك

يلوى عبد الموجود ظهره قائلا لنفسه عشر عفاريت لما يركبوك راجل رذل

يذهب نحو أحد المتسولين المكومين عند باب المسجد ليخرج تعريفة ويدسها فى يده متسولا منه ادعيلى والنبي بالذرية أموت واشوفلى عيل من صلبي

 

ينتظر بعض الوقت ولا يخرج الحاج مرسي فيسال عنه الجيران ليعلم انه لم يراه احدا اليوم

يصعد درجات السلم ليجد الست رتيبة تدور بالبخور حول رأس الست ماريان

متهكما  - انتي علمتيها جنانك دي كمان

-اطلع اطلع انت ايش حشرك وسط النسوان ولا اقولك تعالى اما ارقيك انت كمان

يستسلم عبد الموجود لتمتمات الست رتيبة وكأن الامل ينعقد حول هذه القشة متناسيا ماقاله منذ هنيهة .................
....................................................................

نهلة فراج